بسم الله الرحمن الرحيم
حكى لي البعض مواقف حدثت معهم من الأصدقاء وكان بها الكثير من التدخل بالقرارات الشخصية والمبادئ الخاصة بهم بأسلوب السخرية والضحك استغلالا للصداقة التي تربطهم ..
نرغب دائما بالإختيارعن بعضنا الآخر وذلك بسبب ثقتنا في نظرتنا للأمور وصحة آراءنا , فعند الحديث مع الأصدقاء نقترح عليهم إتباع سلوكيات معينة نرى أنها صحيحة لأنها تتناسب مع تفكيرنا وبيئتنا الخاصة متناسين إختلاف الصديق عننا ..
وهذا قد يؤدي للضرر للشخص الآخر بالإضافة الى خسارة هذا الصديق بسبب كره الإنسان لتدخلات الآخرين في حياته وإشعاره بأنه ( لا يعرف التصرف ) ,
مشاركة الأصدقاء بالنقاش حول مبادئنا وقراراتنا ونظرتنا العامة تجاه الحياة وكل مساراتها مفيد لكل الأطراف ولكن لابد أن تكون هناك فكرة رئيسية حاضرة خلال النقاش وهي ( أنا مختلف عنك ) , ويغفل عنها الكثيرون بسبب الإنغماس بعمق العلاقة والفهم الخاطئ لهذا العمق .
نجد في الصداقة راحة لا نجدها بعلاقة الأهل والأقارب بسبب القيود العائلية ولكن تنعدم هذه الراحة عندما يبدأ الصديق بالتدخل بالمبادئ والقيم الخاصة مستغلا العلاقة والأريحية التي وجدت فيها وبهذه الطريقة يتسبب بضعف العلاقة أو إنتهاءها بشكل تام .
لهذا أردت بهذا المقال أن أناقش معكم مدى ضرورة تقدير اختلاف الصديق عننا وإحترام هذا الإختلاف ومساعدته على التأقلم إن كان يواجه مشكلة في ذلك أو مساعدته في التغيير أيضا إن كان يرغب بذلك فقط .. دور الصديق هو تقديم المشورة والمساعدة لا التحكم بتفاصيل حياة صديقه .
حفاظا على سلامة علاقاتنا لابد من وجود قاعدة أساسية من الإحترام لحياة وحرية الطرف الآخر حتى وإن كانت تفاصيل الحياة لا تتناسب مع أفكارنا الخاصة مهما كانت الأفكار سليمة " هي ليست حياتك " وتدخلك فيها يفسد العلاقة .
نكتفي بهذا القدر وقد نستكمل في تدوينة أخرى .. شاركوني آراءكم أسفل التدوينة
كل الشكر لقراءتكم المقال 💗💗