يقول لك الناس : الأيام تمشي !!
قل لهم : ..
بل الأيام تجري ,
من بعيد .. بعيد جدًا ، يمكننا رصد العمر من الفضاء ، ولكن ما الجدوى
من رصده إن لم نعش معه ، وإن لم نكن معنيين بأهمية ما يحل وما يدور فيه ..
المسألة نسبية عندما نتحدث من بعيد .. من الفضاء تحديدًا ..
ولكن عندما يتوقف النبض نصبح على خط موازٍ للجميع ، لا أحد يستثنى من
وراء الحدود .. جميعنا عند خط النهاية بتساوٍ ملحوظ .. هذا إن كانت الحياة متوقفة
على موت الأجساد فحسب ..
هناك .. عند خط النهاية تخمد المتاعب , وتندلع حرائق من نوع آخر اسمها "لمثل هذا فليعمل العاملون " او " يا ليتني قدمت لحياتي " احساس نعرفه عندما يحوز الفائقون على جوائزهم وعندما يكون هناك رابح اكبر , يكون هناك خاسر اكبر في الجهة المقابلة ..
في هذا الزمن جفّت مصادر الجهل ، هناك مغالطات نعم ، ولكن الشقوة في
تحصيل العلم أضحت عذرًا مفندًا ، فلا أحد يملي عليك كيف تكون قريبًا من الله ..
فالله عز وجل قريب ، أنت من يقرر الإقبال أو الانسحاب ، الأبواب مفتّحة ، وقد
وصلتك رسائل دعوة للحضور في كل وقت / وفي أي وقت / وعلى أي حال .. وبالمسافة التي
تقطعها في المجيء ، يُقبل الله عليك بأضعافها ، إن كانت هناك حواجز فإن الله أرشدك
بإمكانية تخطّيها ، إن كانت هناك عثرات فإن الله يمنحك الرشد لتفاديها .. أنت فقط
أقبل ..
إن العمر بأكمله يشبه رمضان ، ورمضان أيضًا يشبه العمر بمجمله ،
فشعورك بأنهما فرصة لن تعود هو قاسم انتهازهما المشترك ، ففي كل نهاية لشهر رمضان
من كل عام ؛ أنت تأخذ تصورًا عن استحقاقك للجوائز باستشرافك على الفوز .. لأنك
بذلت كل ما بوسعك لكي تصل ..
[
رمضان مِفْصَل العام ، أحسن استعماله ولا تكسره ]
- حامد المخيمر
الحادي عشر من رمضان.
1 التعليقات
نسأل الله البركة في أعمارنا
ردحذفبُوركت