الشخصية مابين الايجابية والسلبية

By مولاش - 8:26 م

بسم الله الرحمن الرحيم 


البشرية بأجمعها انقسمت مابين نمطين من انماط الشخصيات ( الايجابية والسلبية ) واصبح من الواجب عليك ان تتبع طريق احدهم , اللذين يتحلون بالايجابية يتابعون ويتواصلون مع الافراد من نفس النمط اما عن السلبيين فيتبعون نفس الاسلوب ,
في هذا الموضوع سنتطرق لنقطتين اساسيتين : 
في بداية الموضوع سنتحدث عن انحصار انماط الشخصية الى ايجابية او سلبية :


انماط الشخصية من المستحيل ان تحصر في عدد محدد , فلكل انسان نمط شخصيته الذي يميزه عن الآخرين 
لابد ان يحدث تشابه في الصفات بينك وبين احد افراد العائلة او الاصدقاء ولكن يستحيل ان يحصل تشابه تام في نمط الشخصية , هذه المعلومة وحدها تثبت لنا ان ماهو منتشر بيننا في حصر الشخصيات لنمطين فقط مشكلة كبيرة ينتج عنها سلوكيات واسلوب للتفكير خاطئ ,
نتيجة هذا الامر سيصبح لدينا خلل في العلاقات والوضع الاجتماعي العام , عندما لا نتمكن من الرؤية الصحيحة والفهم السليم لشخصيات الآخرين وعندما ننسبهم لأحد الخيارين ( ايجابي او سلبي ) ونقرر بشأنهم بالقبول او الرفض والنبذ .

نتيجة تخصيص الفرد وادخاله في فئة الايجابيين تفرض عليه بأن يكون دائما سعيد ومتفائل ولا يحدث اي خلل في حياته او في مزاجه ولا يستطيع ان يتحدث بأي نوع من انواع السلبية او الحزن او اليأس وهذا بحد ذاته ينتج عنه مشاكل كثيرة منها الكبت والنفور من الناس وكره النفس والاضطرار للدخول بالفئة الثانيه ( السلبيين ) وتجسيد شخصية غير حقيقية .

الجزء السابق يحتوي على نقاط عدة عميقه جدا , مثلا عندما اقول ان الشخص يكبت الحزن بقلبه فهذا يعني امراض نفسية خلال فترة وجيزه وامراض نفسية تعني مشكلة في اداء الفرد لدوره الاجتماعي ودوره بالحياة بشكل عام ولو نرجع للسبب الرئيسي فقد يكون الامر فقط عباره عن ( كبت ) للمشاعر السلبية .

اما ماهو عن النفور من الناس , الفرد الايجابي من المتوقع انه قد يكون شخصية اجتماعية جدا ولكن عندما تمر به ازمة ويخرج عن نمط الشخصية الايجابية قليلا ويواجه الرفض لمشاعره الحقيقية لانه ( يجب ان يكون سعيد فقط ) هنا نحن نصنع من الشخصية الاجتماعية شخصية منعزلة ومنطوية على نفسها بسبب رفض الناس لمشاعرها الحقيقية بدل مساعدتها لاستعادة الشخصية السابقة ( الايجابية ) .

واخيرا كره النفس , هذا اقصى مراحل اليأس ويشعر به الكثير من الناس عند حدوث مشاكل متكررة لهم وسلبية مسيطرة على حياتهم واحباط شديد والنهاية لهذا الامر تكون اعتراف الانسان لنفسه بأنه شخصية سلبية والاستسلام والدخول تحت نمط شخصية قد لا تكون تعبر عن حقيقته .

ننتقل للفئة الثانيه ( السلبيين ) نحدد من هم اصحاب هذه الفئة من شخصيات منطوية او شخصيات منعزلة او شخصيات خجولة او شخصيات مكبوته او شخصيات تحت تأثير الضغوط النفسية او تأثير الضغوط الاجتماعية او شخصيات تحمل امراض نفسية او او او ...
كل هذه الفئات من الناس نحن حددنا لهم شخصية واحده فقط وهي ( السلبية ) دون التحليل للاسباب والدوافع التي جعلت من هذا الانسان شخصية ( سلبية ) , مثلا عندما اقول شخصية خجولة تتصرف بطريقة قد تكون غريبة وغير مفهومة هذا لا يعني ابدا ان هذه الشخصية حزينة او كئيبة ! وانما هو نمط شخصية طبيعي جدا خلق به الفرد .
اما عن المنطوية فالانطواء يا اصدقائي قد يكون لاسباب عدة / مشاكل اسرية , مشاكل عاطفية , مواقف سلبية متكررة , عثرات كثيرة , فشل متكرر والكثير من الاسباب التي تجعل من الشخص انطوائي , فمن غير المنطقي ان افرض على الشخص بأنه سلبي لاسباب قد تكون خارج ارادته ! ومن غير المنطقي ايضا افرض عليه بأن يكون شخصية ايجابية وهو بحاجة الى بصيص امل !
والشخصيات المكبوته ايضا شخصية اجبرت على هذا النمط سواء كان بسبب طبيعتها التي خلقها الله عليها بأنها شخصية لا تعبر او قد يكون الكبت بسبب عوامل خارجية وينعكس على صاحب هذه الشخصية علامات السلبية , 
والشخصيات المنعزلة ايضا مثل البقية لها اسبابها التي ادت الى ذلك ,
اما من هم تحت الضغوط الاجتماعية او النفسية فقد يكونوا اشخاص وضعوا في مواقف صعبة ولا يستطيع الفرد تحملها وهذا يتطلب بأن ينعكس على شخصيته علامات السلبية ,
ومن يحملون الامراض النفسية فهم اشد الاشخاص حاجة بأن تمتنعوا عن نعتهم بالشخصيات السلبية لأن هذا ما اجبروا عليه وهم بحاجة ليخرجوا من هذا النمط او يتكيفوا معه , والامراض النفسية من اكثر الامور غموضا لا نستطيع التعرف عليها ولهذا السبب تجنب بأن تحكم على شخصية بالسلبية وتوقف عن لومها دون ان تعرف ماهو خلف هذه السلبية .

النقطة الثانية هي اجبار الجميع بأن يكونوا ايجابيين حتى يواكبوا العالم : 
اعتقد بأن من حديثي السابق قد وصلت لكم معلومات كافية عن انماط الشخصيات وطبيعتها التي تمنع بأن يكونوا ايجابيين مثل ما نريد ,
نحن علينا النصح وعلينا الارشاد لاسلوب الحياة الصحيح وعلينا ان نشد انتباه هذه الفئة لنمط الشخصية الايجابية حتى نساعدهم على التغيير للأفضل , ولكن لا نغفل عن امر مهم جدا جدا 
وهو الطبيعة التي خلق عليها الفرد , حقيقة الشخصية 
قد يخلق الله الانسان ويجعله عرضه للتأثر القوي والسريع بالاحباط والسلبية اكثر من الايجابية , وقد يخلقه بنمط شخصية يتكيف على اسلوب الحياة السلبي او الحزين , فهناك اشخاص يحققوا ذواتهم بالحزن الدائم والعيش بنمط شخصية حزينة , وان اجبرته بأن يكون ايجابي فأنت تفرض عليه بأن يمثل شخصية ليست حقيقية وهذا قد يعرضه لضعف بالشخصية وصراع نفسي .

اعتذر على الاطالة ولكن دائما ما تطالبوني بالتفصيل في محاور المواضيع التي اطرحها , استقبل مشاركاتكم وارائكم اصدقائي , وتمنياتي لكم بيوم سعيد .

تابعوني على تويتر : mullash_@

  • Share:

You Might Also Like

2 التعليقات

  1. شكرا لك مولاش على هذا الجمال
    موضوع مهم جدا وخطير من وجهة نظري يجب أن يأخذ حقه من الكلام والتحليل لأنه يتعلق كما ذكرت بأمراض نفسية كثيرة.

    كما ذكرت لك سابقا، عانيت من إلصاق كلمة "إيجابية ومنظمة" بي كثيرا، فأصبحت الآن كلما أراد أحد أن يزيد من حملي أقول له الأمر ليس كما ترى أنا ايضا أمر بحالات الإحباط والفوضى.

    ردحذف
  2. كلام عمييق جدًا 💓
    الإتزان واجب، لا يفرط الإنسان نفسه بالإيجابية متجاهلًا مشاعره السلبية بكبتها ويحاول تصنع المثالية، ولا الغرق في الحزن والسوداوية بل يعطي مشاعره حقها في الخروج ثم وينهظ ويستمر بالحياة 👍

    ردحذف