بسم الله الرحمن الرحيم
{ مذكرة رجل باع السيارة }
على مدار سبعة أعوام مضت عشتها في سلسة من التحديات ، بيد أني أعتبر التنازل عن ملكية مركبتي هو التحدي الأشق في تلك السلسلة ، أنا لا أجرؤ على تنبؤ ما سيحدث في المستقبل ، ولكن عامي الموسوم بـ 2017 / عام عنوانه التغيير ..
كل شيء أخذ يختلف بنغم متسارع ، بطريقة جعلت من المستحيل ممكنًا ..
وإلى الآن ؛ تم اتخاذ ثلاثة قرارات مصيرية في نصف من العام ، المعدل الذي فاق مجموع السنوات التي لم أتخذ خلالها قرارات تخص المصير ، ولا أدري ما الذي يمكن أن يحدث بعد؟ ما الذي سأختم فيه هذا العام .. لا أدري ؟
ولكنني أراهن على نسيان ما قاسيته اليوم من مرارة - الأمر الذي ليس بـ ذي بالٍ عند البعض - لكنه من جهتي كمصاب فكأنني اقتطعت عظمة من جسدي على نحوٍ ما ، وهذا الاقتطاع جعلني بطبيعة الحال محمومًا ، ألا تفهمونني ؟
إن الرغبة في التغيير ، أو بمعنى أصح - الحاجة إلى التحسين ، تُنسينا أن نبقى حذرين في معاملة أشيائنا التي يتألف منها عالمنا الخاص ، فعندما نتنازل عنها تصبح في داخلنا [ ندبة ] ، فأنا مثلًا أنتمي لأولئك الذي يتشبثون بأشيائهم الخاصة ويعتبرونها منظومة حية ومتنامية وعلاقية ، لها عطف ومشاعر ، فتضحك الأشياء لضحك أصحابها وتحزن لحزنهم .. وتشيخ معهم إن شاخوا ، أنا لا أتنازل بسهولة ، ولست أرضى بإقحام أشياء لا تشبهني ولا تكملني في المنظومة ، لا أستطيع أن أشرح لكم علاقة الأشياء والأشخاص ببعضهما البعض ، فسأكون متطرفًا بلا وعي .. لكنني سأؤكد لكم ذلك :
..
أمام مقر العمل
استقل الرجل مركبته .. التي كانت قبل لحظات مركبتي ، أخذت أعد المال قبل أن يمضي ، وكلما طويت ورقة أدركت في طيّها حجم الخسارة ، وعرفت من الذي بيننا قد كسب ، فبينما لم يكن في يدي سوى المال ؛ كانت ذكرياتي ونجدتي وركن مني بين يديه ، مضى الرجل وكلما ابتعد ميلًا أحسست أن روحي تنتفض ..
عند الغروب ..
أوصلني صديق إلى المنزل ومضى ..
وقفت وتأملت ..
اقتربت وتطلعت ..
إلى أثر الإطارات على التراب .. وبكيت
*ملاحظة :
- إذا أردت أن تكون قاسيًا على نفسك ، فتنازل عن شيء تشعر بعده أنك تسير بلا أقدام ..
*تحذير :
لا تتسلّم ثمنًا وتتنازل عن قيمة ..
- حامد المخيمر
29 مايو 2017
1 التعليقات
التنازل لايعني الضعف بل اننا نريد ان نمضي بسلام ☹️❤️
ردحذف