متاهة المجتمعات

By مولاش - 3:37 م

بسم الله الرحمن الرحيم 



دائما ما نتحدث عن الاختلافات والفرق في مجتمعاتنا , كل شخص يتحدث أو يكتب عن قضيته ورأيه فيها ويحاول جاهدا ان يقنع الطرف الآخر بها . اختلافات في كل شيء , تجد من هم مختلفين على مصلحة الإنسان وصحته ومن هم مختلفين على قرارات حكومية جديدة ومن هم مختلفين على أسلوب حياة أفراد مجتمعهم وعلى الاقتصاد وعلى السياسة وعلى البيئة وعلى التعليم والشؤون الاجتماعية وحتى وصل بهم الاختلاف على أمور الدين الواحد الذي يجمعهم .


اصبح الكل يستطيع ان يقول كل ما يجول بخاطره وذهنه سواء كان كلامه صحيح أو خاطئ ,, الكل فقط يتحدث , الكل 
عالمنا الان عالم المعلومات وعالم الاختلافات والصراع على كل صغيرة وكبيرة في حياة البشر . لم نعد نخصص الحديث فقط لأهل العلم , أصبح الحديث لأهل العلم وأهل الجهل ايضا .
في ظل هذه الصراعات الضخمة والتي تضج بالعالم هناك من هم تائهون في المجتمع , تائهون بين كل البشر , لا يعلمون من يتبعون ويصدقون ومن يخالفون , لا يعلمون من الذي على حق ومن في ضلال ,,
والسبب لأنه لم يعد يوجد من هوعلى حق وغيره , ذكرت سابقا ان الكل يتحدث وهم عندما يتحدثون يصدقون القول ويفشلون أحيانا , لان كل من أراد الحصول على شيء لمصلحته أصبح يتحدث ويطالب به ويقنعك بأنه من مصلحة المجتمع والإنسان بالأخص ,, وان اختلفت معه اتهمك بالجهل أوعدم الانسانية ! فلا ندري ماهو الذي فعلا في مصلحتنا وماهو المضر وماهي الانسانية الصحيحة ؟ 
ولكن انا اعلم تماما ان نتيجة هذه الصراعات والضجة سوف يتوه ويضيع كثير من أفراد المجتمع ولن يكون لهم رأي خاص لهم او مسار خاص بهم , هم فقط تائهون ..
نتيجة هذا التشتت الكبير اصبحوا فروقا عدة , ينفر بعضهم من المجتمع وكل ما يخص المجتمع من ثقافة أو لغة أو حتى دين فيصبح يقلد من يعجبه من خارج مجتمعه ويراهم على حق وعرفوا كيف يعيشون حياتهم بالشكل الصحيح دون علم منه بأن حتى المجتمع الآخر يعاني من صراع ايضا ,, والبعض الآخر قد يتبع هوى أقرانه يقلد من هم حوله يقول ما يقولونه ويرفض ما يرفضونه ويفقد نفسه فقط لكي يشعر بالأمان ,, ويبقى التائه ..
..
التائه الذي لا فكر لديه أو ثقافة أو شيء مميز وخاص , هو فقط يعيش حياته بشكل سطحي ممل , يبحث عن ما يلهيه ويسليه في أوقات فراغه ويقوم بواجباته الحياتيه المعتاده ,, إنسان بلا قيم أو مبادئ , إنسان يعاني من فراغ ثقافي , فراغ يجرده من طبيعته الإنسانية التي تحتم عليه بأن يكون له هوية خاصة به تميزه كإنسان في هذا المجتمع . 
هو الذي يعيش في اللاحياة .

  • Share:

You Might Also Like

1 التعليقات

  1. الملاذ الآمن لكل التائهين هو ترك الآراء جانبا والتسلح بالعلم.
    العلم وحده يصنع الرؤية السديدة وبه يستطيع المرء دراسة الآراء وتحليل الحجج والوصول إلى الرأي السديد.
    وعلى رأس العلوم يكون العلم الشرعي، فالإنسان مهما نهل من العلوم الشتى سيكون فقيرا من العلم ما لم يتفقه في دينه.
    خصوصا أننا في زمن الفتن، والدنيا تأكل الناس أكلا، وهناك استهدافات عقدية وفكرية، فلابد من التسلح بالعلم.

    ردحذف