نحن الان عبارة عن تيارات مختلفة يحصل بينها تصادم باستمرار , كل فئة في المجتمع لهم ناقدين وممكن ان يصلوا للعداوة , فأصبحنا نعيش بين عداوات كثيرة تحيط بنا من كل حدب وصوب ..
ان خرج تيار اسلامي اصبح عليه هجوم شنيع وانه ارهابي وانه متخلف والى اخره من النقد والاساءة , وان خرج تيار ليبرالي او علماني يحصل هجوم ايضا وانهم كفار وخارجين عن الملة والى اخره ايضا من الاساءات والنقد ,
..
اصبحت الدولة تقوم بالمهرجانات والحفلات المتنوعة واصبح هناك هجوم بأنها لا تجوز واننا صرنا مثل الغرب والكفار واننا واننا واننا ,
بغض النظر عن الحكم الديني للحفلات والاغاني والاختلاط وكل هذه الامور فأنا لست كفؤ لأعطي احكاما في الشرع ,
ولكني الاحظ دائما خلفية الرفض الشديد والهجوم بأسوا الكلمات والالفاظ والاتهامات اهداف كثيرة , منها ماهو اساسي وفي الواجهة امام الجميع ومنها ماهو مدسوس لا احد يعلم به ,
وهناك ايضا اسباب بعضها في الواجهة وبعضها مدسوس لا احد يعلم بها ,
ماهي هذه الاهداف والاسباب ؟
انا كطالبة في علم الاجتماع فقد تعلمت بأن لكل تصرف اسباب دينية , اقتصادية , سياسية , اجتماعية , نفسية وبيئية ,
وخلف كل رفض للغناء والمهرجات في البلد احد هذه الاسباب , ولكن السبب الرئيسي الذي يختبؤون خلفه هو ( حرام , لا يجوز , ذنب عظيم , غضب الله )
لا اعترض على من يرفض فعل بسبب الحكم الديني ولكن اريد ان الفت انتباهكم الى مسألة ( هل انت متأكد من ان سبب رفضك فعلا ديني ؟)
ارى الكثير من صغار السن الذين لقنوا بأن كل شي حرام فأصبحوا بكل مواقع التواصل الاجتماعي يحرموا كل ما يروه جديد عليهم لم يسمحوا اهلهم لهم به ,
بمعنى وبدون تعقيد , ان هناك اشخاص قد يرفضون الحفلات الغنائية لأنهم غير قادرين على حضورها لاسباب اجتماعية او اقتصادية او غيره ( لا يملك سعر التذكرة , او اهله لا يسمحون له بالذهاب , او من الافعال المعيبه والتي ستحرجه عند افراد جماعته )
وبعيدا عن الحفلات الغنائية فلنذهب الى مثال آخر مثل النصح والارشاد للآخرين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ,
الكل الان صار عالما وينصح ويتحدث ويوجه الآخرين وهم مستلقي على فراشه لا ينفع نفسه ولا غيره بالواقع , هذه حقيقه لا يمكننا نكرانها , اصبحنا جيدين بالتحدث وافكارنا سليمة وممتازة جدا ونتناقلها فيما بيننا ولكن لا احد ينفذ ! هذه الافكار العظيمة اين هي من الواقع ؟ اين هي من التنفيذ ؟ لو كل واحد منا نفذ فكرة واحده فقط من التي يؤمن بها ونصح الآخرين بها لأصبحنا من اقوى وافضل المجتمعات ,
لو كل شخص يرفض الفعل لسببه الحقيقي ويقول بالعلن لكنا عالجنا الاسباب ولا نضطر أن نكره تيار بعينه بسبب ارجاع كل الاسباب له , لو كل شخص يستفيد من نصائحه الدينيه قبل ان يفيد بها الاخرين لأصبح افضل من الناحية الدينية ,
انت اولى بالنصح وبتنفيذ افكارك العظيمة ومبادئك الثابته ,
بدلا من ان استمر بنصح الاخرين وتعليمهم كيف يعيشون لابد ان يكون لي من هذا نصيب لكي يتحسن حالي ومنها يبدأ يتحسن حال الاخرين واحدا تلو الاخر وبعدها يتحسن المجتمع بأكمله .
اما ان استمرينا على هذا الحال وكل منا ينصح ويقول ما لديه من الافكار لبناء المجتمع لن يبنى المجتمع بل بالعكس تماما ستضعف بنيته بسبب ضعف افراده الذين لا يتبعون اسلوب الحياة الصحيح الذين ينصحون به الاخرين .
ابدأ بنفسك .