بسم الله الرحمن الرحيم
ان تحقيق الاكتمال الشخصي والتوازن الذهني والنفسي والتعايش مع المحيط ووضعه في الاعتبارات الموضوعية التي لا محيد عنها لبلوغ الرضا والانتشاء الذاتي ، هذه العناصر والمعطيات لا يمكن ان تتجسد فعليا بصورة دائمة ، بل يجب ان نعتقد ونؤمن ان البلوغ قد يتحقق او لا يتحقق ، ان الاساسي في هذه الحياة التي نعاركها ونجابه مفاجآتها ومعاركها ، هو اعمال اسباب وبواعث النجاح بغية بناء وتشييد الاستقلال النفسي ينأى بنا عن مؤثرات وهواجس سلبية تنازعك في هذا الاستقرار والتناغم والتصالح الذي تعيشه ذاتك ، بمعنى آخر تحقيق التوازن النفسي والذهني وتمثيل استقلالية ذاتية معزولة عن رغبات وتوترات المحيط المعاكس لارادتك واهدافك ، فهل نحن قادرون على ان نكون ما نريد ؟
موضوعنا اليوم عن التصالح النفسي , المنقذ لذواتنا المنغمسة في منغصات الحياة ,
ماهو التصالح النفسي وكيف نصل اليه :
نقر بأن الانسان وصل لقمة التصالح النفسي عندما تتحقق عنده عدة نقاط وهي كالتالي :
* معرفة الشخصية حق المعرفة أي معرفة المميزات والعيوب ,
الخطوة التي تليها يطور الانسان من مميزاته ويجعلها رصيد له في حياته بحيث انها تحقق له النجاح والتميز والوصول لاعلى المستويات , اما العيوب يصحح منها ما يقدر عليه ويضيفها لرصيد المميزات , او يتعايش معها ويمنع ان تكون عائق في مسيرته الحياتية .
الخطوة التي تليها يطور الانسان من مميزاته ويجعلها رصيد له في حياته بحيث انها تحقق له النجاح والتميز والوصول لاعلى المستويات , اما العيوب يصحح منها ما يقدر عليه ويضيفها لرصيد المميزات , او يتعايش معها ويمنع ان تكون عائق في مسيرته الحياتية .
كيفية القيام بما ذكرناه سابقا , يكون بفعل بسيط وهو كتابة المميزات والعيوب على ورقة بكل وضوح وصراحة مع النفس وعند اتضاحها لنا نبدأ التطبيق في حياتنا ( ابراز الجانب والصفات الجيدة في الشخصية وتصحيح العيوب او التعايش معها والتخفيف منها ).
* الرضا بالحياة ان كانت في صالحنا او ضدنا لانها قد لا تأتي دائما بما تهواه الانفس , قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم
* تحديد الاهداف وتحقيقها , تعتبر من اصعب الامور التي يواجها البعض ويفقدونها في حياتهم , كل انسان في هذه الحياة لابد وبلاشك لديه اهداف ولكن يغفل عنها او يستبعدها بسبب انها مستحيلة وصعب الوصول اليها , وهناك فترة في العمر يكون فيها الشخص مشتت وغير مستقر , يميل لعدة هوايات ويقوم بانجازات في مجالات متعددة , حينها يصعب عليه تحديد اهدافه .
تنويه : الاهداف ممكن ان تكون منوعة ومختلفة وفي عدة مجالات وهذا من المميزات وليس العيوب , ولكن يحتاج الانسان بأن يستقر على مجال واحد لكي يستطيع التركيز وقد لا يحتاج البعض لان نسبة التركيز لديهم عالية .
لتطبيق هذه النقطة : نحتاج ايضا ورقة اخرى لنكتب فيها كل ما نشعر بأننا نميل له ونحبه ( حتى وان كان النوم والأكل قد يحققون لك شيئا) , نكتب كل شي نحب فعله وننجح فيه سواء فنون , كتابة , تحدث , قراءة , صنع الطعام او اي شيء من انشطة المنزل وغيرها , وبعد التعرف عليها ووضوحها نبدأ العمل عليها لجعلها مشاريع واهداف كبيرة نحققها مستقبلا , وهذا يحقق لنا جزء كبير من التصالح الفسي ( الانشغال بتحديد الاهداف وتحقيقها ) .
*تجنب كل شيء مزعج , ارى ان من جلد الذات القبول بأمور مزعجة بالحياة , اشخاص , صفات , مواقف او حتى اوضاع حياتية بإمكاننا تغييرها , كثير مننا يركز على حياة اشخاص هو لا يتقبلهم ويستمر في المتابعة ونقدهم بشكل دائم والاختلاف معهم , ونرى ان البعض الآخر يتعامل مع اشخاص ذو صفات معينة لا تعجبه ولا يحاول الابتعاد عنهم وتجنبهم , او تكون في شخصيته هذه الصفات ولا يحاول تغييرها او تحسينها او حتى تهميشها في شخصيته كي لا تكون حاجز له
اما المواقف فقد يضع الانسان نفسه في مواقف لا يحبها وتزعجه مرارا وتكرارا دون الحرص على تجنبها في المرات المقبلة , هذه كلها تحتاج قليلا من التركيز حتى لا يقع في القاع مرتين .
وعن الاوضاع الحياتية فهي تقريبا تشابه الرضا بالحياة ولكن من جانب مختلف , فأنت مضطر للرضا بحياتك في كل الاحوال ولكن دائما ما يعمل الانسان جاهدا لتحسين اوضاعه قدر المستطاع ليعيش في هناء وراحة وسعادة .
* ختاما تحقيق الانجازات والاحتفال بها , كل الانشطة التي تقوم بها لنفسك او لغيرك سواء كانت صغيرة او كبيرة تعتبر انجاز طالما عادت اليك او لغيرك بالنفع , تذكرها دائما واحتفل بها وشاركها من هم حولك , حينها تشعر فعلا بقيمة كل فعل قمت به في حياتك .. وهذا يعني شعورك بقيمة نفسك وأنك مميز وناجح .
كل هذه النقاط تحتاج للعمل مطولا ولكن تدريجيا يستطيع الانسان تحقيقها والوصول لقمة التصالح النفسي ,
تمنياتي لكم بحياة سعيدة 💗
اراكم في تدوينات اخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
عدنا والعود احمد 💓 بعد انقطاع دام شهر واكثر ,,
الضياع والتشتت وتشابه الايام ومرارة طعمها كلها أمورتحدث عندما تسقط في طريقك عثرة ,
مشكلة تشدك لها ..
ويصبح في هذه اللحظة تركيزك عليها فقط , على نقطة سوداء عميقه جدا , ينحصر تفكيرك بها
اللحظة تصبح ايام وليالي وشهور والبعض تستمر معهم لسنين
عندما يكون تركيز الانسان على نقطة سوداء تتلاشى كل حياته ولحظاته الجميلة فيها
يصبح كل شيء بلا لون ,, وتصبح حياته متشابهه كثيرا مرة الطعم
,,
حينها يبدأ البحث عن نفسه القديمة , نفسه التي كانت تضحك كثيرا دون انقطاع , نفسه التي كانت تسعد بأبسط الاشياء
نفسه التي كان جل تفكيرها ماذا عليه ان يأكل او متى ينام
نفسه البسيطة السعيدة ,
,,
في ليلة واحده او لحظة واحدة فقط ينقلب كل شيء رأسا على عقب , وتضيع هذه النفس
وبعد ذلك يبدأ البحث عنها مجددا , يبدأ بالبحث عن النجاة
النجاة من العمق الذي سقط فيه ومن السواد الذي يحاصره ومن المشاعر السيئه التي تلازمه ,,
...
وفي لحظة واحده ايضا سيجد نفسه السعيده وسيرى ابتهاج الايام
في لحظة واحده يمسح الله على قلبه ويريه سعادة الحياة
لحظة النجاة ورؤية النور في آخر الظلام
وتصبح العثرة قفزة , لحياة افضل ولايام اسعد
,,
في محض المشكلة والعسر يغفل الانسان عن نفسه وينساها او يتناساها , المشكلة دائما ما تدخلك في عمقها دون رحمة , فقط تجعلك في وسط المعمعة والضياع ,, ولهذا السبب انت تنسى نفسك وتتغافل عن الشيء الصحيح الذي تعرفه حق المعرفة ,
ان لكل مشكلة حل وانها مجرد عثرة وانها ستمر مع مرور الايام ,,
وانها حسنة تجعلك اقوى واوعى , وكل ما صعبت عليك كلما ازددت قوة وصلابة
انت اقوى وقادر على تخطي الصعاب ,
فقط ثق بنفسك ولا تتغافل عنها
,
بسم الله الرحمن الرحيم
دائما ما نتحدث عن الاختلافات والفرق في مجتمعاتنا , كل شخص يتحدث أو يكتب عن قضيته ورأيه فيها ويحاول جاهدا ان يقنع الطرف الآخر بها . اختلافات في كل شيء , تجد من هم مختلفين على مصلحة الإنسان وصحته ومن هم مختلفين على قرارات حكومية جديدة ومن هم مختلفين على أسلوب حياة أفراد مجتمعهم وعلى الاقتصاد وعلى السياسة وعلى البيئة وعلى التعليم والشؤون الاجتماعية وحتى وصل بهم الاختلاف على أمور الدين الواحد الذي يجمعهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
من أنا أو من أنت ؟
انسان اتى الى الدنيا لسبب ما , لم يختار نفسه ولم يختار دينه ولم يختار عرقه ..
نشأ على دين والداه وثقافتهم وعاش عليهما الى نقطة التغير والاختلاف
الى مرحلة الـ ( من أنا ) ,
أنا لست امي ولست ابي أنا فرد لي كياني وشخصيتي
لا ارفض دينهم ولا ارفض حياتهم ولكن ( من أنا ) !
بسم الله الرحمن الرحيم
كل انسان في الحياة مختلف عن اخيه او ابيه او ايٍ كان ولكن ليس على الوجه الكامل وانما هناك نقاط تشابه وخصوصا مع العائلة ، تتشارك بالاسامي والشخصيات قليلاً والاصوات وايضاً الاشكال !
اما المعتقدات والافكار تتشابه بشكل بسيط وليس كُلي .
الجميع يعتقدون بأنهم يتشابهون تماماً بافكارهم ومعتقداتهم مع عائلاتهم ولكن في الحقيقة لا اعتقد ذلك ابداً ،
نتفق معهم بالفكرة العامة او ما تسمى بالأساسية فقط اما ان اتينا الى العمق في الفِكر فهو مختلف تماماً ! العمق الذي غالباً لا نشاركه احد .
وهل هذه نعمة ام نقمة ؟



