يجري نحو الهاوية

By مولاش - 2:33 ص

 بسم الله الرحمن الرحيم 



لو توقفت للحظة ,

تتأمل مجريات حياتك وأيامك ولياليك ما الذي يحدث بها , 

هل أنت على دراية بما يحدث معك ؟ أم أن الدنيا تتجول بك من رحلة الى أخرى بايجابياتها وسلبياتها دون أدنى سيطرة منك ؟ 

ما الذي يسلب منك ذاتك للحد الذي يصنع منك إنسان ذو نفس مرهقة ؟ 

تتوالى الأيام والليالي دون توقف مهما حدث ومهما يكن لاشيء يمنع الغروب وشروق شمس اليوم الجديد  , أنت مجبر على الاستيقاظ في اليوم التالي ومجبر على صنع قهوتك وبدء يومك بأفضل طريقة ممكنة تساعدك على إستيعاب حياتك والتكيف عليها ومحاولة التحكم بما تستطيع عليه ,

لهذا دعك من القتال والمحاولة البائسة في إثبات جدارتك في إستحقاق السعادة والنجاح , وإجعل تركيزك يتمحور حول ماهية ظروف حياتك وماهية الأحداث التي تحول يومك من قمة الفرح الى قمة التعاسة , وتتسبب بخسارتك الفادحة لنفسك والمؤثرة على أفكارك وعقلك الباطن وقراراتك الحياتية المصيرية , تلك الأحداث التي قد تعلم تفاصيل نسبة بسيطة منها ولا تعلم الكثير بسبب إنشغالك بمجاراتها والتعايش معها بشتى الطرق والصور بجهل او تجاهل للتغيرات المصيرية التي تحققها بحياتك , 

تحتاج التريث والفهم لشخصك ولرغباتك ولدائرة راحتك عندما تتعرض للإحتلال والغزو من أفكارك المتزاحمة بعقلك , و أعمالك التي لا تنتهي مهما أنجزت وحققت وخططك المتناثرة التي قد لا تحقق منها شيئا , وإرتباطاتك وعلاقاتك وهوسك بالركض نحو الحياة للوصول لما لا تعلم ماهو . 

ماذا بعد ؟ 

ما الذي ترغب بالوصول له ؟ وهل يستحق كل هذا العناء منك ؟ أم أنه فقط إهدار لجهدك ووقتك ؟ 

بإعتقادي أن جميعنا بحاجة شديدة لوضوح الطريق وإتجاهاته لنا , لن تتمكن من قيادة المركبة تجاه وجهة مجهولة وطرق غير مرسومة وكذلك حياتك , حتى ترتكز بها على خطوات واثقة غير متخبطة وخطوات تدرك المغزى منها والنتائج المتوقعة بنسبة كبيرة , بهذه الطريقة تستطيع تقبل ثقلها وصعوبتها والعراقل فيها بمتسع من الأريحية كبير وصولا الى المطلوب والمستهدف , بعكس الطريق المبهم الذي يتسبب بضياع السلام النفسي والإستقرار والطمأنينة , ضياع التوجه العقلي والفكري وعدم القدرة على تحديد مسار معين صحيح له , التوهان مع سريان الحياة اليومية والخوض فيها بتحقيق نتائج غير مخططة وغير مرغوبة ومحاولة تبنيها حتى تستطعمها وتتصنع الفرح بها وتشارك الجميع أنك سعيد لأنك حققت شيئا ما , وهو بالواقع قد يكون تحقق دون مبادرة ذاتية أو إدراك أو معرفة حقيقية , الشعور الحقيقي بالإنجاز يكمن بالمعرفة الحق بالعمل والخطوات التي تخطيها وتوجه مفهوم , حياتك تحتاج منك التركيز عليها مع الرأفة بالذات وإكرامها بهذا الوضوح للوصول بها للإعتدال والهدوء , وبناء على ذلك هناك مكاسب عدة تأتي على هيئة إنجازات حقيقية وفرح صادق ومشاعر واقعية ومساحة كبيرة من الأمان والسكينة . 


أكرم ذاتك بإعطاءها فرصة للوصول لما ترغب به والعيش على بينة  والمحافظة على السلامة النفسية والحياتية قدر المستطاع . 

أتمنى لك حياة هنية .




  • Share:

You Might Also Like

1 التعليقات