بسم الله الرحمن الرحيم
مؤخراً صارت تراودني عبارة ( ويقول الشاعر ! ) وأعتقد بأني امر بمرحلة محاولة التكيّف مع الظروف المحيطة متأملة بقول الشاعر ان يساعدني بعض الشيء ، كون ان هناك بعض التحديثات التي لم اتأقلم عليها بعد واعاني معها قليلاً .. وهذا ما دفعني للتفكير بهذه المرحلة التي يمر بها الجميع كثيرا بحياته ، مرحلة ( ماذا بعد ؟ .. ماهي النتيجة في آخر المطاف ؟ ) بكثير من الهدوء محاولا بأن لا تزيد على نفسك الشعور بالقلق والخوف .. محاولاً تجاهل السوء بهذه الحياة واقناع نفسك بأن كل شيء بخير .
توصلت بأنني في هذه المرحلة من حياتي يزيد رصيد انجازاتي العملية والاجتماعي .. اصبح البطلة دائماً على الصعيد العملي وفي العلاقات الاجتماعية ، ابدأ التركيز على كل شيء جيد ومفيد حتى يتسنى لي الاعتياد على الشعور المزعج وانجح في ارباكه وهزيمته ..
نعم هناك تنافس يحدث دائماً بينك وبين الشعور المزعج ، ولابد بأن تنافسه بشراسه حتى تتمكن من الشعور بالمتعة بحياتك .. متعة النصر ومتعة انك تخوض في حياتك صراعات تجدد لديك الشعور بالامتنان لتفاصيل حياتك الهادئة السعيدة.
تلك التفاصيل التي تتفكر بها في لياليك مواسياً بها نفسك ، لاجئاً اليها في وقت ضعفك .. متأملاً منها ان تمدك ببعض الطاقة والقوة لانك في امس الحاجة لهما ..
وهنا تماما في هذه اللحظة تدرك بأن الأمل منك وفيك ، وكل ما تحتاجه لتخطي مراحل الضعف يكمن داخلك .. تصبح ذاتك تتحارب مع اجزاءها ، وتصبح انت تائه مابين الشعور بالألم او الأمل .. الخوف او الطمأنينة ، في هذه اللحظة تماما لحظة المعركة الشرسة داخلك يصبح كل شيء خارجك هادئ تماما .. حتى نبرة صوتك لا تتمكن من سماعها،
يصبح ابسط ما تعمله اصعب ما عليك عمله ، تنتظر فقط تلك اليد الممتدة منقذةً لك ، تلك اليد التي تأمل بأن تشعر بك وتنهي معاناتك .
بكل يوم تفتح بها عيناك تتطمئن على الحرب الطاحنة داخلك من انتصر على الآخر ، انت ام انت .. فيكون يوماً ما انت السعيدة انتصرت ويوماً اخر انت المعانية انتصرت وتتقلب حياتك وفقاً لمن اصبحت لديه القوة ، ولكن دعني اخبرك بشيء ؛ عندما تنتصر انت الاولى فهي غالباً تنهي لك المعركة .. لانها تريك الجانب القوي المتمكن منك ، الجانب الذي يتمكن تجاوز جميع المحن والفوز ، انت الاولى التي بالرغم من مجابهتها للطعن المستمر لا تحرك فيك ساكناً وتمدك بالطمأنينة جاعلةً منك ذلك الشخص الذي يقوم صباحاً ويصنع قهوته بكل شغف وحب وكأنه لم يشعر بأي ألم قبيل ساعات قليلة .
النفس البشرية يا صديقي تميل دائما لكسب راحتها الداخلية فمهما خاضت صراعات تخرج منتصرة ، بمساعدة نفسها او غير ذلك ، حياتها عبارة عن محاولة الخروج من اي ضيق تمر به والتمسك بكل وسع تعيش به .. لذا كن دائماً مطمئناً فالمعارك تلك ليست سوى امواج تأخذك لاماكن عدة مختلفة تزيد من رصيد افكارك عن الحياة والمعاناة والصعوبات التي يواجهها كل من على هذه الأرض ، لذا أنت بجميع الحالات المستفيد ، دعنا نعتبر ان تلك الحرب احدى دروس الحياة التي تؤلمك ولكن تزيدك قوة وحب لحياتك وحماسة بأن تعيش الكثير من السعادات الاخرى التي لم تحصل عليها بعد .
كلنا نشعر بنفس صراعاتك ، لا تستسلم فأنت من سيفوز آخر المطاف .
ألقاك على قوة وخير .